احترس فتحويلاتك البنكية لم تعد بأمان على الاطلاق

منذ أن بدء عام 2017 و حوادث التجسس والاختراقات الإلكترونية تتوالى عالميًا ومحليًا، ومع مرور الربع الأول فقط من العام، الا انا شاهدنا العديد من الاختراقات الإلكترونية مرورًا بالملفات المُسربة من القراصنة التي تؤكد أننا لسنا بأمان تام…!

ليس هناك أدنى شك أن التطور التكنولوجي الذي نعاصره قد تسبب في كثير من التغيرات في حياتنا، وبعيدًا عن كونه أصبح جزءً أساسيًا في حياتنا اليومية كالهواء الذي نتنفسه، وأنه لاغنى غنه في كافة مجالات الحياة، الإ أنّ هذا التطور التكنولوجي أصبح من السهل جدًا أنّ يقتحم أسرارنا وخصوصيتنا.

فأصبح التجسس علينا دون أن نشعر أمر في منتهى السهولة، فمن الهواتف الذكية وتطبيقاتها لمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مرورًا بجهازك ومحركات البحث، وحتى البرامج المضادة للفيروسات! كل هذا يتسلل إلى حياتنا الشخصية، فهي عرضة لاختراق المخابرات، وهذا ما أكده تسريبات موقع ويكيليكس الشهر الماضي جاء فيها أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سهل تخترق كل شيء.

وهذا يؤكد على مقولة “إدوارد سنودن”، الذي قام بتسريب تفاصيل برنامج التجسس “بريسم” وتسبب في غضب الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والغربية قال :

“يجب على كل شخص موجود على شبكة الإنترنت البحث عن وسائل حماية خصوصيته، والانخراط في الأمر بشكل أكبر لحماية أنفسهم، وعدم الاعتماد على الحكومات فى تنفيذ ذلك”

والتسريبات الأخيرة التي حدثت تؤكد على ذلك، حيث سُرّبت سلسلة من أدوات اختراق الثغرات الأمنية في أنظمة الاتصالات المصرفية العالمية على شبكة الإنترنت، ويقدر ثمن هذه الأدوات إذا تم بيعها في السوق السوداء بأكثر من 2 مليون دولار.

والتسريبات تقول أن أدوات الاختراق هذه قد صُممت من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية، وقد أشارت وثائق بالتسريبات إلى اختراق للنظام المصرفي العالمي، والذي تديره جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك والمعروفة باسم سويفت “SWIFT”.

ولكن من هي سويفت؟

سويفت.. تُعرف بشفرة تحويل الأموال، وهي جمعية اتصالات مالية عالمية، تأسست عام 1973 بمبادرة من 239 مؤسسة مصرفية، بهدف توفير شبكة عالمية موحدة للاتصالات المالية الآمنة بين البنوك، يقع مقرها في “لاهولب” بلجيكا ولها مكاتب تمثيلية في مختلف الدول، وتُستخَدم شبكة سويفت من حوالي 11 ألف مؤسسة مالية، من بينها الدول العربية ايضًا.

بأبسط الطرق عزيزي القارئ لو أنت تملك حساب بنكي في أي بنك ما، وتريد التحويل عليه من أي بلد آخر في هذا العالم لابد من سويفت كود، وهو كود يعطيه لك البنك الذي أنت عميل فيه من أجل التحويلات الدولية هذا الكود يكن مأخوذ من هذه المنظمة المسؤولة عن أمان هذه التحويلات، وأن لا يطلع أحد غيرك على حسابك وتحويلاتك، ولكن هذا المنظمة باتت سهلة الاختراق من الأمن القومي الأمريكي.

وبناء على التسريبات الأخيرة قال باحثون إن مثل هذا الاختراق ربما قد تُمَكِن الولايات المتحدة من مراقبة المعاملات المالية حول العالم.

حيث أنّ هذه الوثائق نُشرت من جانب مجموعة تطلق على نفسها اسم وسطاء الظل “Shadow Brokers” وهي مجموعة قرصنة كانت قد سربت في وقت سابق برامج خبيثة.

ويُقال أنه إذا ثبتت صحة هذه التسريبات، فربما تمثل أهم تسريب لملفات وكالة الأمن القومي الأمريكية، منذ تسريبات “إدوارد سنودن” التي حدثت عام 2013، وقد وصف “سنودن” نفسه هذه التسريبات بأنها “أم الاختراقات”.

ولكن قالت منظمة سويفت نفسها: “أنه ليس هناك أي دليل يُشير إلى حدوث أي اختراق لشبكتنا أو خدماتنا للرسائل”، في حين أن وكالة الأمن القومي الأمريكية لم تُعلق على الموضوع حتى الآن.

ولكن الغريب في الأمر أن منظمة سويفت كانت فريسة سهلة للقراصنة العام الماضي، حيث تمكنوا من خلال اختراقها سرقت 81 مليون دولار من البنك المركزي في بنجلاديش.

وقد أشارت التسريبات إلى أن مكتب واحد على الأقل يحمل اسم “EastNets” ومقره دبي ، ربما تكون معاملاته المالية قد اختُرقت، إذا اُخترق هذا المكتب فهذا يعني أنّ كُل عملاءه من البنوك قد تعرضوا للاختراق”.

وتشير التحليلات أنّ الملفات المسربة قد تُمكن الحكومة الأمريكية من مراقبة أو تعطيل المعاملات المالية لمن تريد…!

ومع كل ذلك نفت منظمة سويف حدوث أى اختراقات، وأيضًا نفى مكتب “EastNets” بدبي حدوث أى اختراق, وهنا يطرح سؤال نفسه… لماذا خرجت عملاقة البرمجيات مايكروسوفت وأعلنت إنها عالجت بالفعل ثغرات البرمجيات التي يُزعم أنها قد استغلت لاختراق النظام المصرفي العالمي في شهر مارس الماضي؟ ومع ذلك، لم تَكشف مايكروسوفت كيف عَلمّت بتلك الثغرات؟

تهديد نظام ويندوز….!

حيث تضمنت الملفات المسربة العديد من الثغرات التي لم تكن معروفة من قبل للشركات التي تصمم هذه البرامج، واستهدفت الثغرات الأجهزة التي تعمل بنظام الويندوز.

وقد أعلنت رويترز بأن مايكروسوفت لم تُبلغ من وكالة الأمن القومي أو أي جهة أخرى من الحكومة الأمريكية بوجود أدوات قرصنة أو ثغرات الواجب معالجتها بل هي تدخلت من نفسها وعالجتها.

وستظل التساؤولات مَطروحة حول كيفية معرفة مايكروسوفت بهذه الثغرات؟ وإنه من المستبعد جدًا أن يكون معالجة هذه الثغرات والتسريبات قد حدثا في وقت قريب للغاية عن طريق الصدفة البحته..!

عن موقع أراجيك ©

Share