هل موجات واي فاي Wi-Fi آمنة؟ وهل تسبب السرطان فعلاً؟!

ساهمت ومازالت تساهم تقنية الواي فاي Wi-Fi في العديد من المجالات خاصة في الإتصال بشبكة الإنترنت، ولكن مع بروزها كتقنية واعدة ومبشرة في تسهيل وربط الشبكات ببعضها البعض برزت الكثير من الأسئلة حول مخاطرها خاصة الصحية التي تؤثر على المستخدم بشكل مباشر.

هذه الأسئلة تم تناقلها بين العديد من المستخدمين عن هل فعلاً التعرض للموجات الصادرة عن أجهزة الواي فاي المختلفة من الممكن أن تكون سبباً في إصابتنا بالعديد من الأمراض وعلى رأسها مرض السرطان.

علينا أن نعرف أن هنالك نوعين من الإشعاعات الأولى هي الإشعاعات المؤينه ionizing radiation والتي تعد من أخطر الإشعاعات إذا تعرض الإنسان بشكل مباشر أو لفترة طويلة يمكن أن تشكل ضررًا بالغًا على صحته مثل الأشعة السينية وأشعة غاما.

بينما الإشعاعات غير المؤينة non-ionizing radiation فهي الإشعاعات العادية التي لا تسبب ضررًا على صحة الإنسان بسبب إستخدامها لطاقة ضعيفة في إرسال الموجات الكهرومغناطيسية مثل إشارات الراديو وموجات الواي فاي.

هل هنالك أدلة تثبت خطر موجات Wi-Fi على صحة الإنسان؟!

حتى الآن لم يتوصل العلماء لأدلة واضحة ومحددة حول خطر موجات الواي فاي بشكل خاص والموجات الكهرومغناطيسية بشكل عام على صحة الإنسان، فجميع الدراسات والاختبارات المعملية التي تم إجراؤها حتى الآن أثبتت أن لا خطر يتهدد المستخدم عند تعرضه لموجات الواي فاي.

وتشير منظمة الصحة العالمية WHO إلى أن القلق السائد بشأن هوائيات محطات الهواتف الخلوية وشبكات الإتصال اللاسلكية المحلية سببه الإعتقاد بأن تعرض كامل الجسم لإشارات اللاسلكية التي تنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية على المدى البعيد.

حتى الآن فان الأثر الصحي الوحيد الذي تم التعرف عليه عن طريق الأبحاث العلمية يعود إلى ارتفاع في درجة الحرارة – أكبر من درجة مئوية واحدة- نتيجة التعرض لكثافة إشعاعية عالية والتي تتواجد فقط في بعض المؤسسات الصناعية التي تعمل بأشعة التردد اللاسلكي.

وإن مستويات التعرض لأشعة التردد الراديو المنبعثة من هوائيات المحطات الخلوية وشبكات الإتصال اللاسلكي هي متدنية جدًا لدرجة أنها لا تتسبب في إحداث آثار حرارية معتبرة و بالتالي ليست لها آثار صحية على الإنسان.

وتشير الدراسة أيضاً إن شدة مجالات أشعة تردد الراديو تكون عالية عند المصدر وتتناقص بسرعة مع البعد عنه، أما الإقتراب من هوائيات المحطات الخلوية فهو ممنوع حيث أن مستوى الإشعاع يمكن أن يتجاوز الحدود الدولية المسموح بها.

وتشير القياسات والدراسات الحالية إلى أن مستويات التعرض لإشعاع تردد الراديو المنبعث من محطات الهواتف الخلوية وتقنيات الإتصال اللاسلكي الأخرى في الأماكن التي يتواجد فيها الجمهور مثل المدارس والمستشفيات هذه المستويات في اقل من الحدود الدولية المسموح بها بآلاف المرات.

وبحسب دراسة ميدانية أخرى أجرتها BBC فإن النتيجة التي خلصت إليها الدراسة إلى أن معدل الإشعاعات الصادر من الأجهزة التي تعمل بتقنية الواي فاي في أحدى المدارس شمال لندن يصل إلى ثلاثة أضعاف الإشعاعات الصادرة من أجهزة الهاتف الخلوية، وعلى الرغم من هذا المعدل المرتفع جداً إلا أن معدل الإشعاع مازال أقل بـ 600 مرة من الحد الصحي الذي تفرضه السلطات الصحية البريطانية.

وأثبتت الدراسة أيضاً أن التعرض لموجات الواي فاي في معظم الأحيان تكون بكميات صغيرة جداً وأجهزة الإرسال Router تعمل على درجات منخفضة من استهلاك الطاقة وبعيدة عن جسم الإنسان.

وأثبتت الدراسة أيضاً أن الجلوس لعام كامل بجوار منطقة إرسال للواي فاي Hotspot يعادل مكالمة تلفونية بالهاتف الخلوي لمدة 20 دقيقة, و أنه لا يوجد دلائل على وجود تأثيرات مباشرة يمكن أن تسببها هذه التقنية.

علاقة الأبراج الخلوية بمرض السرطان!

لم يتثبت حتى الآن علاقة مباشرة بين أبراج الهواتف الخلوية والإصابة بمرض السرطان أيًا كان نوعها، ويجب ملاحظة أن أمراض السرطان المختلفة لا تتوزع بشكل منتظم من الناحية الجغرافية بين أية مجموعة من السكان، ونسبة لإنتشار وتوزيع الأبراج الخلوية في مناطق متفرقة من المدينة فانه من المتوقع وجود إصابات بأمراض السرطان بالقرب من محطة خلوية عن طريق الصدفة.

وهذا لا يعني أن سبب حدوث السرطان هو وجود المحطة الخلوية، خصوصًا أن أمراض السرطان المسجلة في هذه الحالات هي في الغالب مجموعة من أنواع مختلفة من مرض السرطان لا توجد لها أية ميزات أو صفات مشتركة بينها.

ومع تقدم هذه التقنية مستقبلاً ستظهر العديد من الدراسات والنتائج التي تثبت صحة أو خطأ هذه الدراسات الحالية، ولكن الشيء المؤكد هو أن هذه التقنية تجد رواجاً وإستخداماً مكثفاً سواء من الشركات أو الأفراد.

وحتى ذلك الحين فإن الاعتقاد في ضررها على الصحة العامة لم يثبت بشكل قاطع ومؤكد وبالتالي ستظل الدراسات والأبحاثi تتوالي بصورة منتظمة تنفد أو تؤيد خطرها على المستخدم، وسيتم تحديث المقال متى ما ظهرت دراسة حول هذا الأمر.

Share