في سياق الصراع الدبلوماسي الممتد بين المغرب والجزائر، تبرز وزارة الخارجية المغربية بقيادة ناصر بوريطة كنموذج للاستقرار والنجاح الاستراتيجي، في حين تعاني الدبلوماسية الجزائرية من التخبط والفشل في دعم أطروحتها المتهافتة لما يسمى “الكيان الوهمي”. إن هذا التباين ليس مجرد اختلاف في الأساليب، بل يعكس تفوق الرؤية المغربية الثاقبة والحنكة السياسية على خطاب التهديد والشعبوية الذي يتبناه النظام العسكري الجزائري، والذي أثبت عجزه أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية.
استقرار بوريطة وانتصارات الدبلوماسية المغربية
منذ تولي ناصر بوريطة منصب وزير الخارجية، تحولت السياسة الخارجية المغربية إلى قوة متماسكة تحقق إنجازات تاريخية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله. هذا الاستقرار ليس صدفة، بل نتيجة استراتيجية دبلوماسية تعتمد على الحوار البناء، الشراكات الذكية، والدفاع عن السيادة الوطنية بكل حزم وثقة. المغرب اليوم ليس فقط لاعبًا إقليميًا بارزًا، بل قوة دولية تحظى باحترام وتأييد متزايد.
من أبرز انتصارات الدبلوماسية المغربية على الجزائرية:
- الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء: في ديسمبر 2020، نجح المغرب في انتزاع اعتراف الولايات المتحدة بسيادته الكاملة على أقاليمه الصحراوية، وهو إنجاز أذل الدبلوماسية الجزائرية التي استثمرت عقودًا في دعم أطروحة الانفصال دون نتيجة تذكر. هذا القرار لم يكن مجرد خطوة سياسية، بل تتويج لجهود دبلوماسية مغربية دؤوبة.
- توسع الاعتراف الدولي عبر القنصليات: فتحت أكثر من 20 دولة، بما في ذلك دول عربية وإفريقية ومن الكاريبي، قنصليات في مدن الصحراء المغربية كالعيون والداخلة. هذه الخطوة أكدت الشرعية الدولية للسيادة المغربية، وكشفت عجز الجزائر عن إقناع المجتمع الدولي بأطروحتها الهشة لدعم الكيان الوهمي.
- عودة المغرب للاتحاد الإفريقي: في 2017، استعاد المغرب مقعده في الاتحاد الإفريقي، محولاً هذا الفضاء إلى منصة لتعزيز مصالحه وإضعاف النفوذ الجزائري الذي كان يراهن على الاتحاد لدعم البوليساريو. هذا الانتصار قلص هامش المناورة الجزائرية في القارة.
- الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية: بفضل جولات الملك محمد السادس وتحركات بوريطة، عزز المغرب علاقاته مع دول مثل فرنسا، إسبانيا، والإمارات، وحتى إسرائيل عبر اتفاقيات التطبيع، مما جعله شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه، بينما تظل الجزائر معزولة بسبب سياساتها العدائية.
التخبط الجزائري وفشل دعم الكيان الوهمي
في المقابل، تعيش وزارة الخارجية الجزائرية حالة من الاضطراب المزمن، تتجلى في التغييرات المتكررة لوزراء الخارجية، من عبد القادر مساهل إلى صبري بوقادوم ثم رمطان لعمامرة، في دورات متسارعة تعكس غياب الاستقرار والرؤية. هذا التخبط ليس مجرد أزمة إدارية، بل انعكاس لمعاناة النظام العسكري الجزائري في الدفاع عن أطروحة الكيان الوهمي، التي تتآكل يومًا بعد يوم أمام التقدم المغربي.
قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب في 2021، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية، ووقف إمدادات الغاز عبر أنبوب المغرب العربي، لم يؤثر على المغرب بقدر ما كشف عن عجز الجزائر وأضر باقتصادها. هذه الخطوات العشوائية عززت صورة النظام كطرف متشنج، بينما استمر المغرب في تعزيز استقراره الاقتصادي والدبلوماسي ببدائل سريعة وفعالة.
حنكة المغرب مقابل شعبوية الجزائر
الدبلوماسية المغربية تتفوق بحنكتها وخبرتها، متجسدة في خطاب الحوار الذي يطرحه جلالة الملك محمد السادس نصره الله والسيد ناصر بوريطة، كما في الدعوات المتكررة لفتح الحدود وتجاوز الخلافات. هذا النهج يعكس ثقة المغرب في قوته وسيادته، ويضعه كطرف مسؤول يسعى للاستقرار الإقليمي.
على الجانب الآخر، يعتمد النظام الجزائري على خطاب التهديد والشعبوية، مليء بالعنتريات الفارغة، كما في اتهاماته المتكررة للمغرب بـ”التجسس” أو “التآمر” دون أدلة. هذا الخطاب، الذي يستهدف تعبئة الداخل الجزائري المتأزم، لم يعد يقنع أحدًا دوليًا، بل زاد من عزلة الجزائر وأضعف موقفها في دعم الكيان الوهمي، الذي يتراجع حضوره حتى في المحافل الإفريقية.
انتصار الاستراتيجية المغربية
في الختام، تثبت الدبلوماسية المغربية تفوقها الساحق على نظيرتها الجزائرية بفضل الاستقرار، الحنكة، والرؤية الاستراتيجية. بينما يواصل المغرب تعزيز مكانته كقوة صاعدة، يغرق النظام العسكري الجزائري في معاناته مع أطروحة متهاوية لكيان وهمي لم يعد يجد من يصدقه. خطاب الحوار المغربي، المدعوم بالإنجازات، يتجاوز بمراحل خطاب التهديد الجزائري، ليؤكد أن المستقبل في المنطقة هو لمن يمتلك القدرة على قيادة التغيير، لا لمن يتشبث بالماضي.