ماذا سيحصل في حال انقطع الانترنت عن العالم أجمع
منذ ظهورها وإلى حد الساعة، أصبحت شبكة الانترنت العمود الفقري للتعاملات البشرية، الاجـتماعية منهـا والاقتصادية، بل وحتى السياسية.
تخيل التالي، يبدأ يوم جديد، تستيقظ كعـادتـك، وبعـد أن تقـوم بطقـوسـك الصباحـية تتوجه إلى هاتفـك، أو كيفـما كان نـوع جهـازك، للتطلـع على بريـدك وحسابـاتك الاجتماعية، أو لتكـتب تغريـدة تافهة تعبر فيها عن مشاعـرك. لكن، خلافًا لباقي الأيام، هذه الـمرة لا شيء يعمل. تـحاول مرارًا وتكـرارًا دون جـدوى. لاحقـا ذلـك الصبـاح، يصلك الخبر الصادم: “لقد إنهارت شبكة الانترنت!”. كـردة فعل طبيعي، ستختلط الصدمة مـع شعور بالحزن، لكنك لن تستطيع هذه المرة أن تفرغ ذلك في تغريدة تافهة أخرى.
إن احتمالية حصول ذلك إلى الآن مازالت أقرب إلى الصفر، و لكن لما لا نتخيل معًا ما قد يحدث في حال حدثت الكارثة؟!
- في الساعات الأولى :
البريد الالكتروني، وخـدمات المراسلة الفـورية تـتوقف مباشرة بعد وقوع الكارثة. ملفاتك المهمة المرفوعة على الخدمات السحابة لن تراها، على الأقل ليس قريبًا، و بسبب اعتمادنا شبه الكلي على الشبكة، فإن إنتاجية الأمم ذلك اليوم ستكون شبه منعدمة، وسيكون محتمًا أن نبدأ في الاستعانة بالوسائل التقليدية لإنقاذ الوضع.
ليس هذا فحسب، ولكن هناك فئة تكسب قوت يومها هو الانترنت نفسه، مثل المدونين ، و المبرمجين، و خبراء التسويق الالكتروني، أي أن الملايين سيجدون نفسهم دون عمل في تلك اللحظة، وهو أمر سيء للغاية.
- الأسبوع الأول :
كلنا نعلم أن المعلومات جلها الكتروني، من رسائل العمل، ومراسلات الشركات، مرورًا بالأوراق العلمية والأبحاث، وليس انتهاءً بتاريخ البشر الذي بات يوثق على فيسبوك و يوتيوب بشكل شبه كامل. ستضطر إذن إلـى حمل ذاكرة خـارجية أينما ذهبـت. هو ليس بالأمر الصعب، في الواقع، كنا نفعل ذلك قبل بضع سنين، أي قـبيل انتشار الخدمات السحابية.
شيئًا فشيئًا تأخد الأمور منحًا أكثـر جدية، فمـع تفكك التعاملات البنكية الالكترونية، ستتضرر معضم الشركات خصوصًا الكبرى منها. عدد ضخم الموظفين سيسرحون، ولك أن تتخيل ما قد يحدث بعد أن يصير كل هذا.. مظاهرات سلمية، لكنها لن تظل سلمية لمدة طويلة، موجة غضب وهلع ستعم دول العالم (هناك استثناءات طبعًا).
- بعد شهر :
الشركات الصغيرة قد تختفي تمامًا، والكبيرة قد تتفكك إلى شركات أصغر. غووغل وأمازون ومايكروسوفت وماشبه هذه الشركات التي كانت عملاقة قبل وقوع الكارثة، ستفقد جزء ضخمًا منها، أتحدث هنا عن مشاريعها التي تعتمد بشكل كلي على الشبكة.
في المقابل نبدأ في في التأقلم على الحياة دون انترنت، الهاتف الأرضي والفاكس سيعملان ما في وسعيهما لتعويض ذلك النقص.
- على المدى البعيد :
سنصبح مـن جديـد مستقلين تمامًا عن الانترنت، عندما تمرض، ستذهب لزيارة طبيب عوض أن تعبر عن ألمك في تغريدة، و بعد أن تقرأ كل كتب pdf المقرصنة لديك، ستضطر لشراء كتب ورقية، غير ذلك، أسطورة الفاكس ستبعث كالعنقاء من بين الرماد، وستعود للخط الأرضـي هيبته بعـد أن احتقر وجوده لسنوات بوجود خدمات الـVoIp أمثال السكايب والواتس اب.
مبادلة الأسهم ستقتصر على من هم داخل المبنى المعلوم، أما إيتورو وما شابهه فسيتحولـون إلى صفحة من صفحات التاريخ. الانترنت كله صار صفحة من صفحات التاريخ.
هل يمكنك الحياة بدون انترنت؟ يرجى الاجابة بشكل واقعي!